mardi 16 février 2010

مهووسين بالجنس؟


اذا القيت نظرة سريعة على مجموع المدونات و غرف الدردشة التي تتحدث عن المثلية، تجد ان اغلبها يتحدث عن الجنس، و هو شيء غريب يدعو الى التأمل في الامر.
إن هذه الظاهرة تؤكد رؤية اغلب المغايرين للمثلية على انها فقط لهث خلف المتعة الجسدية، و ان الشيء الوحيد الذي يشغل بال المثليين هو الجنس. في حين، كما هو معلوم ان هذا الامر خاطئ. وان كما هو حال المغايرين، يوجد بين المثليين اناس متعلمين،مثقفون و تشغلهم هموم اكبر و اهم من هذه الامور.
يمكن تفهم اصحاب هذه المدونات و غرف الدردشة المثلية الجنسية، الذين يعانون في نظري المتواضع من كبت ناتج عن الحصار و التغييب الذي يعيشونه في مجتمعاتنا العربية. و هو اكبر و اعظم من الكبت الذي يواجه المغايرون و ذلك نظرا لعدة عوامل تنقسم الى ثلات مجموعات، المجتمع والدين والقانون.
اولا المجتمع،حيث نظرة المجتمع الى المثلية على انها مرض و داء يجب التخلص منه تبرر عدم تمكن المثلي من عيش حياة سوية داخل المجتمع و استحالة وجود علاقة مثلية في وضح النهار، و العلاقة هنا بالمعنى الواسع اي على جميع الاصعدة ،انسانية، مجتمعية... مما يجعل العلاقة المثلية تقتصر على العلاقة الجنسية التي تكون خلف الابواب الموصدة بعيدا عن العين التي لا تنام للمجتمع. يمكن الاضافة ان هذا الحرمان العاطفي و الجنسي الذي يعيشه المثليون يجعل من المدونات و غرف الدردشة على الانتر نت المتنفس الوحيد .
ثانيا الدين، الثقل الذي يمثله الدين على كاهل المثليين، خصوصا المتدينين منهم، بتحريمه للمثلية والخطاب الذي تتبناه المؤسسات الدينية المناهض للمثلية يمنع العديد من المثليين من عيش مثليتهم على ارض الواقع فيتوجهون بهذه الكتلة المحمومة من الرغبات، و الخيالات الى المدونات و غرف الدردشة لإشباعها.
تالثا القانون،ان التجريم الذي تعرفه المثلية في مجتمعاتنا، حيث تتفنن كل دولة في اصدار العقبوبات من حبس تعذيب او حتى قتل، يعد احد اهم اسباب انتشار هذه المدونات و غرف الدردشة نظرا للسرية التي يتمتع بها مرتادوها هربا من سطوة القانون.
الا اننا يجب ان لا ننسى ان هذه المدونات هي صرخة لهؤلاء المثليين لتبيان وجودهم ودعوة للآخرين للخروج من الخزانة و عيش مثليتهم اراد من اراد و ابى من ابى حتى و لو كان على صفحات الانتر نت، فهي خطوة على الدرب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire